جدّة: خلدون غسّان سعيد
قدّمت لعبة «توم ريرد» Tomb Raider في عام 1996 عنصرا جديدا في مرحلة انتقاليّة، حيث كانت الألعاب الإلكترونيّة تنتقل من عالم البعدين إلى عالم الرسومات المجسّمة ثلاثيّة الأبعاد. وأتت بطلة المغامرات «لارا كروفت» Lara Croft إلى عالم الألعاب لتقدّم شخصيّة جميلة في دور البطولة في لعبة رائعة وممتعة، ولتصبح نجمة الألعاب في ليلة وضحاها. وتمّ صُنع أفلام مبنية على هذه الشخصيّة تميّزت بميزانيّات كبيرة جدّا. الا ان اللعبة وقعت في فخّ نصبته لنفسها من دون قصد، حيث لم تستطع الشركة المصنّعة لها تقديم إصدار جديد أفضل من الأوّل، لتقع «لارا كروفت» ضحيّة شهرتها المرّة تلو الأخرى، إلى حين قدوم إصدار «توم رايدر: ليجند» Tomb Raider: Legend في العام الماضي، والذي لاقى نجاحا كبيرا. وبسبب ذلك النجاح الكبير، تمّ إعادة تصميم الجزء الأوّل من نقطة الصفر، ولكن مع الحفاظ على العناصر التي جعلته جميلا في أعين اللاعبين. وتمّ تطوير مستوى الرسومات والصوتيات والتحكم ليناسب مواصفات التقنيات الموجودة في هذه الأيّام، تحت اسم «توم رايدر: أنيفيرساري» Tomb Raider: Anniversary. هذا الإصدار لن يكون له الوقع نفسه الذي أحدثه الإصدار الأوّل في عالم الألعاب الإلكترونيّة، ولكنّه سيكون أفضل من ناحية المستوى التقني، وسيعيد الذكريات لمن لعب بذلك الجزء، وسيقوم بتقديم الجزء الأوّل إلى جيل جديد من اللاعبين.
* قصّة اللعبة
* في عام 1945، وبالتحديد في مدينة «لوس آلاموس» Los Alamos في «نيو ميكسيكو» ظهرت سحابة غريبة طوقت مدينة مهجورة، ليظهر بعدها مبنى كريستاليّ يخرج منه مخلوق غريب يستطيع الطيران. وتنتقلّ القصّة بعد ذلك إلى عام 1996، حيث اللعبة تقوم «لارا» بالبحث عن قطع أثريّة لقارة «أتلانتيس» Atlantean Scion والتي تحتوي على أسرار تلك الإمبراطوريّة المفقودة، بعد طلب «جاكلين ناتلا» Jacqueline Natla منها القيام بذلك (عن طريق «لارسن كونواي» Carson Conway). واستطاعت «جاكلين» معرفة مكان وجود جزء (من أصل 3 أجزاء) من قطعة أثرية غريبة، وأخبرت «لارا» عنه، لتقوم «لارا» بالبحث عنه مثلما قام والدها بمحاولة البحث عنه في الماضي.
وتذهب «لارا» إلى مدينة «فيلكابامبا» Vilcabamba في «بيرو»، وتدخل إلى مقابر عديدة تحت الأرض في منطقة «الوادي المفقود» Lost Valley، لتجد جثة أحد الحكام القدامى المسمّى «كوالوبيك»Qualopec تحرس جزء القطعة الأثرية، حتى بعد مماته. وبعد هروبها من القبر المتهدم، تصعد «لارا» إلى سطح المياه لتجد «لارسن» يقوم بسرقة القطعة منها، وتقوم بقتاله لتكتشف أنّ «جاكلين» قد قامت بإرسال شخص آخر اسمه «بيير دوبون» Pierre DuPont للبحث عن الجزء الثاني من القطعة الأُثرية الغامضة. وإثر هذا الإكتشاف، تقوم «لارا» باقتحام مبنى شركة «جاكلين» للبحث عن المزيد من المعلومات، حيث تعثر على مدوّنة تدلها على مكان في أحد الجزر اليونانيّة، وتخبر عن القوّة الكبيرة التي يمكن الحصول عليها من هذه القطعة الأُثريّة. وتقوم «لارا» بسباق «بيير» للحصول على الجزء الثاني، لتحصل عليه وتذهب إلى مصر للعثور على الجزء الثالث من القطعة. وبعد عثورها عليه، تقوم «لارا» بجمع القطع الثلاث، لتجد نفسها في زمان آخر، وتجد «جاكلين» هناك أيضا. ويتضح أنّه تمّ نفي «جاكلين» إلى المبنى الكريستاليّ كعقوبة لها على محاولة تدمير قارّة «أتلانتيس». وتقوم عندها «جاكلين» بسرقة القطعة الأثريّة من «لارا» والطلب من معاونيها قتل «لارا». وتهرب «لارا» وتركب على متن قارب «جاكلين» بالسرّ، لتصل إلى بقايا جزيرة من جزر «آتلانتيس»، لتقوم بقتال «لارسن» الذي حاول منعها من التقدّم. وتجد «لارا» أنّ «جاكلين» قد قامت بتشغيل القطعة الأثريّة وتشغيل الهرم المدفون تحتها، وتطلب من «لارا» مشاركتها في حكم العالم، لتقوم«لارا» بالتعارك مع «جاكلين» في معركة حتميّة لإنقاذ العالم.
* مزايا جديدة
* ستشهد شخصيّة «لارا» تطوّرا كبيرا، حيث أنّها تعلمت الكثير من الحركات البهلوانيّة الجديدة التي لم تكن موجودة في الإصدار الأوّل. ومن الممكن القول بأنّ معظم حركاتها الموجودة في إصدار «توم رايدر: ليجند» تعود في هذا الإصدار، لتصبح في مستوى حركات الشخصيّة الرئيسيّة في لعبة «برينس أوف بيرشيا» Prince Of Persia. وتستطيع «لارا» القيام بحركات رائعة بالقرب من حواف المنحدرات، وتستطيع القفز من حافة إلى أخرى بكلّ سهولة ولياقة، والتحرّك على الحافة نفسها والتأرجح على الحبال والقفز السريع والتدحرج للإبتعاد عن الأخطار القريبة، والتوازن على القطع الخشبية والمعدنية العالية جدّا (الإصدار الأصليّ لم يحتو على الحبال ولم يوفر القدرة على التأرجح من على القطع المعدنية الأفقيّة). وتقوم «لارا» بأداء هذه الحركات بشكل جميل جدّا، وسهل التطبيق. هذا وتسمح اللعبة بحدوث نسبة خطأ معتدلة أثناء تنفيذ هذه الحركات للسماح للاعبين المبتدئين بالاستمتاع باللعبة. وإن أخطأ اللاعب قليلا في توقيت قفزة ما، فإنّ «لارا» ستقوم بالقفز والإمساك بالحافة البعيد بيد واحدة، ليقوم اللاعب بتصحيح هذا الخطأ عن طريق الضغط على بعض الأزرار بشكل سريع، وإلا ستهوي شخصيّته إلى الموت. وإن أخطأ اللاعب تماما في توقيت القفزات، فإنّ «لارا» ستهوي وتلقي حتفها، أو تصاب بإصابات بليغة (تنقص من طاقتها بشكل كبير).
وتقوم «لارا» بأداء حركات بهلوانيّة رشيقة عديدة أثناء تجوالها في العالم لتستطيع الوصول إلى الأماكن الصعبة وحلّ الألغاز القديمة والمميتة. وتمّ زيادة حجم كلّ شيء في اللعبة، لتصبح أكثر ضخامة ولها وقع كبير على اللاعبين، ولتصبح الألغاز أكثر غموضا من قبل. هذا وتمّ إضافة الكثير من العناصر الجديدة إلى اللعبة، لتصبح وكأنّها لعبة جديدة أكثر من كونها تجديدا لإصدار قديم.
وستقوم اللعبة بتجربة مهارات اللاعبين إلى أقصى الحدود عبر المراحل المتنوّعة، نظرا لوجود حاجة كبيرة لاستخدام جميع الحركات البهلوانيّة لـ«لارا». ويمكن اعتبار اللعبة وكأنّها عبارة عن مجموعة كبيرة من الألغاز المختلفة والمتداخلة. وتتدرّج صعوبة هذه الألغاز من البحث عن المفتاح وفتح الباب به أو الضغط على زرّ معيّن، إلى ألغاز متعدّدة الطبقات والتي تتطلب من اللاعب استخدام الكثير من المهارات والتفكير، مثل معرفة كيفيّة الوصول إلى برج كبير متهدّم بعيد، والوصول إلى 4 أبواب في داخله، والبحث عن مفاتيحها، وحلّ الألغاز الأخرى الموجودة وراء كلّ باب. وقد يتطلب حلّ بعض هذه الألغاز ساعة كاملة من اللاعب، ولكنّها ستكون ساعة ممتعة جدّا.
ولعلّ أكبر عدوّ للاعب في اللعبة هو البيئة نفسها، حيث سيواجه اللاعب الفئران والدببة والأسود والغوريلا والتماسيح والديناصورات والطيور الجارحة، والكثير غيرها من المخاطر الطبيعيّة. وسيضطرّ اللاعب إلى استخدام أسلحته الناريّة والقفز للتخلص من براثين هذه المخلوقات الخطرة. وتمّ إضافة بعض المزايا الجديدة في هذه الآليّة، مثل وجود إشارة الغضب على رأس الحيوانات، والتي تظهر بعد إطلاق اللاعب للعيارات الناريّة عليها، لتقوم بالهجوم نحوه، بالإضافة إلى ميّزة «هروب الأدرينالين»، حيث يمكن لـ«لارا» الهروب من عدّو يهاجمها أثناء التصوير البطيء. وعندما يبطئ الوقت، سيقوم الوحش بالتحرّك بشكل بطيء، وسيقوم «عيان» المسدس بالتحرّك بشكل بطيء أيضا. وإن قام اللاعب بإطلاق النار في اللحظة التي يصل فيها عيان المسدس إلى الوحش، فإنّ الوحش سيموت بشكل فوريّ (سيختبر اللاعب معظم هذه اللحظات عندما يكون الوحش قريبا من وجهه). وتضيف هذه الميّزة بعض الدراما إلى اللعبة، ولكنّها لا تغيّر طريقة القتال التقليديّة التي ما تزال موجودة. ويقوم هذا الإصدار باستخدام أسلوب المشاهد السينمائيّة التفاعليّة الموجودة في إصدار «توم رايدر: ليجند» والتي تقوم بالتحكم بـ«لارا» بشكل سينمائيّ، ولكنّها تقوم بإظهار زرّ ما وتطلب من اللاعب الضغط عليه بشكل سريع لإنقاذ «لارا» من الخطر، وإلا فإنّها ستموت. وتضيف هذه الميّزة بعض المتعة، ولكنّها نادرا ما تكون صعبة الأداء. ومن المراحل الرائعة والتي تمّ تغييرها بشكل جذريّ مرحلة «الوادي المفقود» والتي تمّ زيادة حجمها بشكل كبير جدّا، وأصبح قتال الديناصور الموجود فيها أمرا صعبا ومثيرا، حيث يجب على اللاعب استخدام أسلحته والبيئة والهروب واستخدام ميّزة «هروب الأدرينالين» عند الإمكان، عوضا عن إطلاق بعض الرصاصات عليه كما كان موجودا في الإصدار الأوّل.