قلبي عليكَ أيا بني وأنت قلبك من حجر !
حولنا أناس كثيرون .. يتكلمون ويضحكون ويمارسون حياتهم مثلنا تمامًا ..
وفي أعماقهم .. تستوطن جراحٌ عميقة ..
نستشفها من بريق الدمع في أعينهم ..
كلما تراءت أمامهم طيوف ( صُناع الألم ) .. أو تناهت إلى الأسماع أخبارهم ..
فتنبري الدموع الساخنة للتعبير عن مكنون النفس الذي ما عادت تطيق ستره وإخفاءه !
` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` ` `
يا ويح قلبي قد كواني الهمُّ مزقَني الضجر ..
أغفو وآلامي تكدّر صفو حُلمي المنتَظَر ..
أصحو على تلك المآسي في جنوبي تستعر ..
قد كنتُ في عهدٍ مضى أحظى بقربك والسمر ..
لكنكَ اليوم انزويتَ فلا أرى منك الأثر ..
لم تستثرك دموعيَ الحرَّى ولم تُجدِ العبَر ..
خلَّفتني أرعى النجوم ولا أرى غير القمر ..
في ذلك الليلِ البهيمِ وحيدةٌ ومعي القهر ..
تستنزف الأركانَ مني لوعةً تغشي البصَر ..
أمشي وآهاتي تنادي القلب : يا قلبُ اصطبر ..
أمشي وأمشي دون كلٍّ دونما أدنى ضجر ..
ذكرى العقوق تغوص في قلبي وتخرج بالظفر ..
تقضي على كل المنى وبقبرها تئد الدرر ..
وتحوم في عيني خيالات الأحبة والصور ..
وأعلل القلب الكسير لعل عينيه تقر ..
حتى إذا طال المسير وهدني طول السفر ..
نظر الهلال إليَّ في ألمٍ وأدمعت الهجر ..
وبكت علي نجوم ليلٍ مزقت أفق السحر ..
رقَّ الجماد لحاليَ المحزون والدمع انهمر ..
ما عاد ليلي ما قد أقول سوى أنيني والسهر ..
ما عاد لي ما قد أقول فخُذ بُنيَّ ولا تذر ..
خُذ بهجتي خُذ مُهجتي خُذ إن أردتَ سنا القمر ..
خُذ يا بنيَّ فإن لي قلبًا تفتَّتَ وانفطر ..
قلبي عليكَ أيا بني وأنت قلبك من حجر