القلوب وحب الله
قال تعالى : (يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم)لما كان القلب للأعضاء كالملك المتصرف في الجنود التي تصدر كلها عن أمره ويستعملها فيما يحب ، فكلها تحت عبوديته وقهره ، وتكتسب منه الاستقامة والزيغ ، وتتبعه فيما يعقده من العزم أو يحله ، قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)) .فهو ملكها وهي المنفذة لما يأمرها به القابلة لما يأتيها من هديه ، ولا يستقيم لها شيء من أعمالها حتى تصدر عن قصده ونيته ، وهو المسؤول عنها كلها ، فكل راعٍ مسؤول عن رعيته ، لذا كان الاهتمام بتصحيح القلب وتسديده أول ما اعتمد عليه السالكون والنظر في أمراض القلب وعلاجها أهم ما تنسك به الناسكون .
ولما علم عدو الله إبليس أن المدار على القلب والاعتماد عليه ؛ أجلب عليه بالوساوس ، وأقبل بوجوه الشهوات إليه ، وزين له من الأحوال والأعمال ما يصده عن الطريق ، وأمده من أسباب الغي ما يقطعه به عن أسباب التوفيق ، ونصب له من المصايد والحبائل ما إن سلم من الوقوع فيها لم يسلم من أن يحصل له بها التعويق ، فلا نجاة من مصايده ومكايده إلا بدوام الاستعانة بالله تعالى والتعرض لأسباب مرضاته والتجاء القلب إليه وإقباله عليه في حركاته وسكناته ، والتحقيق بذل العبودية الذي هو أول ما تلبس به الإنسان ليحصل له الدخول في ضمان : (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) عذرا ان كنت اطلت عليكم بمقدمتي لكن لا بد منها لان خطابي اليوم خطاب للقلوب وهو مواصله لما كنت اكتبه عن الحب ولكن حب اليوم اسمي واغلي انه حب لله ورسوله .
اتيتكم اليوم بطرح اكثر اشراقا من ذي قبل فقد جمعت وما زلت اجمع العديد من المحاضرات التي تذكرنا بحقيقة اسلامنا وما هي اصول التعامل مع بعضنا .. وسوف نتطرق لجميع المواضيع التي تمس النفوس والقلوب ان شاء الله .. وسيكون لنا تطبيقات عملية لتربية النفوس .
احبتي طرحي اليوم هو خطاب للقلوب لتزيل صداءها وترجع لخالقها وتربية نفوسنا وشحن طاقاتنا الايمانية يوميا" عن طريق تلك المحاضرات
سأقوم انا وانتم بعون الله بإضافة كل يوم محاضرات تتحدث عن صفة او خلق من ديننا .. واحب ان نستفيد معا" من هذه الكلمات .. ونتناقش فيها .. ونقيسها على واقعنا الحالي .. ونجد كيفية تغيير انفسنا لنكسب هذه الصفة او الخلق ..
ويجب ان انبه ممنوع وضع محاضرات تدعو للطائفيه والح***ه فطرحنا هنا لتوحيد القلوب في حب الله ورسوله .